)
يمكن أن ينتشر العفن بسرعة داخل منزلك، مما يسبب تلفًا للأسطح ويؤثر سلبًا على جودة الهواء الذي تتنفسه أسرتك. وبمجرد أن يترسخ العفن، يصبح من الصعب إزالته بالكامل، مما يؤدي إلى مخاطر صحية محتملة ومشكلات هيكلية أخرى. لحسن الحظ، يمكن أن يوفر الفحص المهني للعفن رؤى دقيقة وحلولًا فعالة تمنع الضرر المستقبلي. من خلال اكتشاف العفن في مراحله المبكرة، يمكن للمتخصصين توفير علاجات مناسبة تضمن بيئة معيشية صحية وراحة بال أكبر. في هذه المقالة، سنناقش أهمية فحص العفن ولماذا يُعد خطوة ضرورية للحفاظ على سلامة منزلك وصحة عائلتك.
العفن هو نوع من الفطريات ينمو في البيئات الرطبة، سواء داخل المنزل أو خارجه. وبينما يلعب العفن دورًا طبيعيًا في تحلل المواد العضوية مثل الأوراق المتساقطة، فإن نموه داخل المنزل يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا. فاستنشاق أبواغ العفن قد يؤدي إلى ردود فعل تحسسية مثل احمرار العينين، والعطاس، والسعال، وصعوبة التنفس. ومع التعرض الطويل، يمكن أن تتفاقم هذه الأعراض وتؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة، خاصة إذا كان العفن من الأنواع التي تفرز السموم الفطرية الضارة (الميكوتوكسينات).
يتسبب العفن في أضرار كبيرة للمنازل، حيث يترك بقعًا غير مرغوب فيها وروائح عفنة. وعندما ينتشر على الأسطح، لا يفسد مظهر المساحات فقط، بل يضعف أيضًا المواد التي ينمو عليها مثل الجدران، والأرضيات، والخشب. وغالبًا ما يشير وجود العفن إلى مشكلات رطوبة خفية مثل تسربات المياه أو ارتفاع مستوى الرطوبة، وهي بيئة مثالية لنمو الفطريات والبكتيريا الأخرى. وفي حال عدم معالجتها، قد تؤدي هذه الظروف إلى تدهور هيكلي يهدد سلامة المنزل على المدى الطويل. ولهذا فإن فحص العفن المبكر يُعد خطوة مهمة لحماية الممتلكات والصحة.
ينمو العفن في أي مكان رطب داخل المنزل، خاصة في الأماكن التي يصعب رؤيتها أو الوصول إليها. من أكثر الأماكن شيوعًا لنمو العفن: داخل الجدران، تحت الأحواض، أسفل الأرضيات، في القبو، العلية، أنظمة التكييف، المداخن، وحتى على حواف النوافذ. وبما أن هذه الأماكن غالبًا ما تكون مخفية، فإن اكتشاف العفن بالعين المجردة قد لا يكون ممكنًا، مما يجعل الفحص المهني أمرًا ضروريًا. يمتلك المتخصصون الأدوات والخبرة اللازمة لتحديد مواقع العفن بدقة، وتقييم مدى انتشاره، واقتراح حلول إزالة فعالة.
فحص العفن هو عملية تقييم شاملة يقوم بها مختص لفحص المنزل بحثًا عن علامات واضحة أو مخفية لنمو العفن. يشمل الفحص التحقق من الأماكن المعرضة للرطوبة، والكشف عن تسربات المياه أو المشكلات التي قد تؤدي إلى نمو العفن مستقبلًا. الهدف من الفحص ليس فقط العثور على العفن الموجود، بل أيضًا الوقاية من ظهوره مستقبلًا من خلال معالجة الأسباب الجذرية مثل الرطوبة الزائدة أو التهوية غير الكافية.
يُعد فحص العفن خطوة مهمة للكشف عن أي نمو غير مرئي للعفن داخل المنزل، والتأكد من أن البيئة المعيشية آمنة وصحية. وفيما يلي الخطوات الأساسية التي يتبعها المختصون عادةً خلال عملية الفحص:
تبدأ عملية الفحص بمناقشة الأعراض التي قد يعاني منها أفراد الأسرة. سيطرح المتخصص بعض الأسئلة مثل:
الإجابات الدقيقة والصريحة تساعد المفتش على تحديد الأماكن التي يُحتمل وجود العفن فيها والتركيز عليها أثناء الفحص.
بعد جمع المعلومات الأولية، يقوم المفتش بجولة ميدانية لفحص العقار بحثًا عن علامات الرطوبة، مثل التكاثف، أو بقع المياه، أو نمو العفن الظاهر. كما يعتمد على حاسة الشم لاكتشاف الروائح العفنة التي قد تشير إلى وجود العفن في أماكن مخفية. وفي حال العثور على أي مؤشرات مقلقة، يتم أخذ عينات من الهواء أو الأسطح لتحليلها مخبريًا.
عقب الفحص، يصدر المختص تقريرًا مفصلًا يتضمن نتائج المعاينة، والمناطق التي تحتاج إلى علاج أو فحص إضافي، بالإضافة إلى توصيات فنية حول كيفية السيطرة على الرطوبة ومنع نمو العفن مستقبلًا.
بناءً على نتائج الفحص، يقدم خبير مختص (غالبًا أخصائي ميكروبيولوجي) نصائح مهنية حول أفضل طرق العلاج وإزالة العفن. وقد تتضمن التوصيات معالجة مصدر الرطوبة الأساسي، وتحسين التهوية، واستخدام حلول وقائية لضمان بقاء المنزل خاليًا من العفن في المستقبل.
فحص العفن هو الخطوة الأولى فقط. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر اختبارات إضافية أو تدخلًا فنيًا لمعالجة المشكلة بالكامل. لكن وجود خطة واضحة بناءً على التقييم المهني يضمن لك اتخاذ قرارات دقيقة للحفاظ على صحة وسلامة منزلك.
"يمكن أن يؤدي التعرض لجراثيم العفن داخل المنزل إلى تحفيز ردود فعل تحسسية، مثل سيلان العينين، العطاس، السعال، وصعوبة في التنفس. وقد يتسبب التعرض المطول في تفاقم هذه الأعراض وظهور ردود فعل صحية أكثر خطورة."
معرفة الوقت المناسب لفحص العفن أمر ضروري للحفاظ على صحة وسلامة منزلك. إذا كنت على وشك شراء عقار جديد أو الانتقال إلى منزل جديد، من الأفضل إجراء فحص احترافي للكشف عن العفن، لأن فحوصات المنازل التقليدية قد لا تكشف عن العفن المخفي. كما ينبغي جدولة الفحص عند ملاحظة أي علامات لتلف المياه مثل تسربات من السقف أو أنابيب انفجرت أو فيضانات في القبو، خصوصًا إذا لم يتم تجفيف المنطقة خلال 24 ساعة. كذلك، المنازل المهجورة لفترات طويلة تكون معرضة لتراكم الرطوبة، مما يجعل فحص العفن ضرورياً. وإذا كان المنزل قد تعرض سابقًا لنمو العفن، فإن الفحوصات الدورية تساعد في منع تكرار المشكلة. كما يجب إعطاء أولوية للفحص في حال وجود مشاكل صحية مثل الربو أو الحساسية لدى أفراد الأسرة لتفادي التعرض الضار.
بالنسبة للمنازل التي لا تعاني من مشاكل سابقة مع العفن وتقع في مناطق مناخها مستقر، يُعد إجراء فحص كل سنتين إلى ثلاث سنوات كافيًا. لكن، إذا ظهرت أعراض صحية غير مبررة، أو مشاكل تنفسية، أو لاحظت نموًا مرئيًا للعفن، فيجب إجراء الفحص والاختبارات فورًا.
إذا كشف الفحص عن وجود العفن، فمن المهم التحرك بسرعة لحماية منزلك وصحتك. تقدم خدمات إزالة العفن الاحترافية حلاً فعالًا لإزالة العفن واستعادة جودة الهواء الداخلي. ولمنع تكرار المشكلة، يُنصح بالاهتمام بالصيانة الدورية مثل تنظيف دكتات التكييف، تنظيف عميق للمنزل، وتركيب أجهزة تنقية هواء عالية الجودة. وعلى الرغم من إمكانية كشف العفن في البيئة المحيطة والتعامل معه من خلال الفحوصات والمعالجات، إلا أن التعرف على تأثيراته الصحية في الجسم يتطلب اختبارات أكثر تخصصًا، مثل اختبار سمّية العفن، والذي يساعدك على اتخاذ قرارات واعية لحماية صحتك.
يمكنك التواصل معنا عبر القنوات التالية
اتصل بنا
تواصل مع الدعم عبر الواتساب
راسلنا عبر البريد الإلكتروني
الإمارات
السعودية
الكويت