"من المهم أن نتذكر أن بعض الفئات أكثر عرضة لتأثيرات المياه الملوثة، مثل الرضع، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة."
يُعد الحصول على مياه شرب آمنة جانبًا أساسيًا من جوانب الحفاظ على أسلوب حياة صحي. وعلى الرغم من أن إمدادات المياه العامة في كثير من الأماكن تخضع لمعايير صارمة من المراقبة والمعالجة لتلبية متطلبات السلامة، إلا أن التلوث قد يحدث في مراحل مختلفة. بدءًا من مصدر المياه وصولًا إلى الأنابيب داخل منزلك، هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على جودة المياه. وهذا يجعل من الضروري أن يدرك أصحاب المنازل كيفية حماية مصادر المياه لديهم وضمان سلامتها.
في هذه المقالة، سنستعرض أسباب تلوث المياه وآثاره والخطوات التي يمكنك اتباعها للحفاظ على جودة المياه في منزلك.
يمكن أن تصل الملوثات إلى مياه الشرب بعدة طرق. إذ تتأثر جودة المياه بعوامل مختلفة، مثل مصدر المياه، والأنابيب التي تمر عبرها، وطرق المعالجة التي تخضع لها. وعلى الرغم من أن أنظمة المياه البلدية تُراقب وتُعالج بعناية لإزالة المواد الضارة، إلا أن التلوث قد يحدث بطرق متعددة، منها:
في المباني القديمة، قد تتعرض أنظمة السباكة للتدهور بمرور الوقت، حيث يمكن أن تتآكل أو تتشقق الأنابيب، مما يسمح بتسرب الشوائب مثل الصدأ أو الرصاص أو المعادن الأخرى إلى المياه. هذه الملوثات تؤثر بشكل كبير على جودة المياه. لذلك، من المهم أن تخضع أنظمة السباكة القديمة للفحص الدوري للتأكد من سلامة الأنابيب. وإذا كنت تعيش في مبنى قديم، فمن الأفضل استبدال الأنابيب القديمة بمواد حديثة لتقليل مخاطر التلوث.
في الكويت، تعتمد الكثير من المنازل والمباني على خزانات المياه لتخزين مياه الشرب. وإذا لم تتم صيانة هذه الخزانات وتنظيفها بشكل منتظم، فإنها قد تتجمع فيها الأتربة والأوساخ والمواد العضوية. هذه التراكمات تُعد بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا والعفن والطحالب، مما يؤدي إلى تلوث المياه. لذا من الضروري تنظيف وتعقيم خزان المياه بشكل دوري لضمان بقاء المياه صالحة للشرب. وتزداد أهمية ذلك إذا كان الخزان في موقع يسمح بتسرب الغبار أو الشوائب بسهولة.
يحدث التدفق العكسي عندما يتسرب الماء الملوث من مصادر مثل أحواض السباحة أو أنظمة الري أو مصادر المياه الصناعية إلى شبكة مياه الشرب. يحدث ذلك بسبب توصيلات سباكة غير صحيحة أو تغيرات مفاجئة في ضغط المياه. ولمنع هذه المشكلة، يُنصح بتركيب أجهزة مانعة للتدفق العكسي والتأكد من أن جميع أنظمة السباكة متصلة بشكل سليم.
رغم أن الكويت منطقة صحراوية في الأساس، إلا أن بعض المناطق لا تزال تستخدم الأسمدة والمبيدات في الزراعة أو تنسيق الحدائق أو الحدائق المنزلية. عند هطول الأمطار أو أثناء الري، قد تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى مصادر المياه. للحد من هذا الخطر، يُفضل استخدام بدائل عضوية للأسمدة والمبيدات الكيميائية، مع التخلص من هذه المواد بشكل آمن يمنع تسربها إلى التربة أو أنظمة المياه.
النفايات المنزلية مثل مواد التنظيف، والزيوت، والدهانات، والمذيبات يمكن أن تلوث مياه الشرب إذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح. عند سكب هذه المواد في المصارف أو التربة، قد تصل إلى مصادر المياه مسببة تلوثًا خطيرًا. لذلك، من الضروري اتباع التعليمات المحلية للتخلص من المواد الخطرة والاستعانة بخدمات إدارة النفايات المعتمدة لتجنب وصولها إلى المياه.
يُعد نمو الطحالب أمرًا شائعًا في أنظمة المياه الراكدة أو غير النظيفة. فعند إهمال تنظيف خزانات المياه أو أنظمة التخزين الأخرى، قد تبدأ الطحالب بالنمو وإفراز سموم تؤثر على جودة المياه. لذا، يجب تنظيف خزانات المياه بشكل دوري، والحفاظ على تدفق مناسب للمياه، واستخدام أنظمة ترشيح للحد من تراكم الطحالب.
وجود نظام ترشيح ومعالجة فعّال أمر أساسي لضمان مياه شرب آمنة. ففي بعض الحالات، قد تكون أنظمة الترشيح قديمة أو غير فعالة، مما يترك بقايا من الملوثات مثل الكلور والمعادن الثقيلة أو البكتيريا. يمكن لتركيب أنظمة ترشيح عالية الجودة مثل وحدات التناضح العكسي أن يحسن جودة المياه بشكل كبير ويجعلها أنظف وأكثر أمانًا.
يساهم المناخ الجاف وكثرة العواصف الرملية في دخول الملوثات المحمولة جوًا إلى أنظمة المياه. إذ يمكن أن تترسب جزيئات الغبار والرمال في خزانات المياه المكشوفة أو تدخل إلى أنظمة السباكة، مما يؤثر على جودة المياه. وللحماية من هذا النوع من التلوث، يجب تغطية خزانات المياه جيدًا وتركيب فلاتر لالتقاط الجزيئات الدقيقة، مع الحرص على تنظيف وصيانة الأنظمة بانتظام.
تختلف آثار شرب المياه الملوثة حسب نوع الملوثات الموجودة فيها. فبعضها قد يُحدث مشاكل صحية فورية، بينما قد يؤدي البعض الآخر إلى أضرار طويلة المدى. ومن أبرز التأثيرات الصحية:
ويجب التذكير بأن بعض الفئات أكثر عرضة للتأثر بمياه الشرب الملوثة، مثل: الأطفال الرضع، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
"من المهم أن نتذكر أن بعض الفئات أكثر عرضة لتأثيرات المياه الملوثة، مثل الرضع، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة."
بعد أن تعرّفنا على أبرز مصادر تلوث المياه، إليك مجموعة من النصائح العملية لحماية مياه منزلك وضمان بقائها آمنة للشرب:
كما ذكرنا سابقًا، فإن الخزانات المهملة قد تصبح بيئة مثالية لنمو الملوثات. لذلك، احرص على جدولة تنظيف وتعقيم خزانات المياه بشكل دوري للحفاظ على نظافة المياه وصلاحيتها للاستهلاك. وتزداد أهمية ذلك إذا كان الخزان معرضًا للغبار أو نمو الطحالب.
إذا كان منزلك في مبنى قديم يحتوي على أنابيب تقليدية أو متآكلة، فقد يكون الوقت مناسبًا للترقية. الأنابيب المتضررة أو الصدئة قد تسمح بتسرب معادن مثل الرصاص إلى المياه. استعن بسباك محترف لفحص الأنابيب واستبدال أي أنابيب تالفة أو مصنوعة من مواد قديمة. كما يُنصح بتعقيم وتنظيف مواسير المياه بشكل منتظم لحماية جودة المياه.
تأكد من أن أنظمة السباكة لديك مطابقة للمواصفات ومزودة بأجهزة مانعة للتدفق العكسي. هذه الأجهزة تمنع رجوع المياه الملوثة إلى شبكة مياه الشرب، خصوصًا في المنازل التي تحتوي على مسابح أو أنظمة ري مرتبطة بالشبكة.
إذا كنت تستخدم الأسمدة أو المبيدات في حديقتك، اختر البدائل العضوية الصديقة للبيئة. هذا يقلل من مخاطر تسرب المواد الكيميائية إلى مصادر المياه. كما يجب التخلص من أي مواد كيميائية وفق اللوائح المحلية لتجنب تلويث المياه.
يمكن لأنظمة الترشيح الجيدة إزالة العديد من الملوثات الشائعة مثل الكلور والمعادن الثقيلة والبكتيريا. تُعد أنظمة التناضح العكسي من أكثر الخيارات فعالية، ويمكن تركيبها إما عند مدخل المياه الرئيسي أو تحت الحوض لتوفير مياه نقية وآمنة.
لحماية المياه من الغبار والملوثات المحمولة جوًا، تأكد من أن خزانات المياه مغطاة بإحكام وخالية من أي تشققات أو تلف. افحص الغطاء بشكل دوري للتأكد من ثباته وسلامته.
لا تلقِ المواد الكيميائية أو الزيوت أو الدهانات أو المذيبات في المصارف أو التربة، لأنها قد تتسرب إلى المياه الجوفية وتسبب التلوث. بدلاً من ذلك، اتبع تعليمات السلطات المحلية للاستفادة من برامج جمع النفايات الخطرة والتخلص منها بشكل آمن.
الحفاظ على مياه شرب آمنة أمر أساسي لصحتك وصحة عائلتك. إن الصيانة المنتظمة لأنظمة السباكة، وتنظيف خزانات المياه، والتخلص السليم من النفايات، خطوات رئيسية لحماية المياه من التلوث. ولضمان حماية مستمرة، يُنصح بإجراء اختبارات جودة المياه لاكتشاف أي ملوثات محتملة مبكرًا. ابدأ الآن في حماية مياه منزلك لتأمين حياة صحية وآمنة لعائلتك.